لماذا تكون مسارات الكواكب،حول الشمس، بيضاوية وليست دائرية؟

يلزم في الواقع شروط خاصة جدًا حتى يكون المدار دائريًا، فالسرعة بوجه خاص يجب أن تكون عمودية تمامًا علي الخط الموصل بين الكوكب والشمس، علاوة على تمتعها بقيمته دقيقة جدًا تبعًا لبعدها عن الشمس. إذا لم يجتمع هذان الشرطان معًا (وفي الواقع يستحيل اجتماعهما بدقة بسبب كثرة الاضطرابات) يكون المدار في الأغلب بيضاويًا. والأقمار الصناعية دائرية المدار يتم إطلاقها بعناية شديدة حتى تكون كذلك. ويتساءل علماء الفضاء لمعرفة السبب في كون المدارات عامة شبه دائرية! وذلك يعني أن هناك آلية تنظيم تميل إلي "تدوير" المدارات البيضاوية. فالكواكب لم يتم إطلاقها بالمصادفة وإنما تم تشكيلها من خلال قرص نستطيع من خلاله أن نثبت أنه يميل بصورة طبيعية بفضل الاحتكاكات الداخلية إلى إتباع حركة شبه دائرية. وقد تتسبب الاضطرابات بين الكواكب، وخاصة الكواكب الصغيرة والنيازك، في أن تسوقها إلي مدارات أقل، أي دوائر لا مركزية (بيضاوية ممتدة). هذا هو حال كوكب بلوتو الذي قد يقترب من الشمس أكثر من نبتون، وكذلك حال كثير من النيازك وكل المذنبات..

إنني أتفق تمامًا مع إجابة زميلي. سوف أضيف شرحاً بسيطاً عن المدارات البيضاوية والدائرية. فغالبًا ما نخلط بين شكل المنحنى والمدار لجسم ما. فمدار الجسم يحدد وفق مركزه - كالشمس، في حالة كواكب النظام الشمسي- حتى إذا كان المنحنى قريباً جدًا من الدائرة، لا تكون المسافة بين الشمس والكوكب ثابتة لأن الشمس موجودة عند أحد بؤر المدار البيضاوي. فعلي سبيل المثال، تبلغ القوة المركزية لمدار الأرض ٠.٠١٦٧، إذاً فهي ضعيفة جدًا. وإذا رسمنا مدار الأرض بحيث يكون نصف المحور الأكبر للمدار البيضاوي مساوياً ١٠ سم، بحيث يكون الفرق بين نصف المحور الأكبر والنصف الأصغر للمدار البيضاوي مساوياً ١٤ ميكرون، فهي بالتالي في سمك خط القلم ويمكن أن نرسم بسهولة دائرة شعاعها ١٠ سم. وفي المقابل، تكون المسافة بين مركز الدائرة والشمس (أحد البؤرتين) مساوية ١.٧ مم. وتتراوح إذاً المسافة بين الأرض والشمس بين ١٠١.٧ مم و٩٨.٣ مم علي رسمنا. ولهذا السبب، استطعنا، منذ القدم، تمثيل حركة الشمس الظاهرة من خلال الاختلافات المركزية (Hipparque ~١٥٠ av. J .C.).